بقلم : فاطمة حسن عيسى الشوعاني
وكالة اردننا الاخباري - عمان - رغم فقدي للبصر في البداية، حاولت أن أكون شعلة مضيئة في زوايا الجامعة الأردنية، إذ لم يكن فقدان البصر عائقًا، بل كان دافعًا لأن أكون مشعة في كل مكان.. الحمد لله ربّ العالمين، الذي أنعم عليّ بنعمة العلم وسلك بي دروب الطموح حتى بلغتُ مرافئ الحلم. أنا فاطمة حسن عيسى، خريجة كلية الآداب في الجامعة الأردنية، تخصص اللغة العربية، حيث قضيتُ ثلاث سنوات ونصف في رحاب المعرفة والنمو الإنساني. لم تكن رحلتي التعليمية مجرد تلقٍ نظري، كانت تجربة حياة متكاملة، أثرت فكري وصقلت شخصيتي، وفتحت لي آفاقًا جديدة في عالم الإعلام والصحافة.
منذ لحظة التحاقي بالجامعة، أتيحت لي فرصٌ نادرة لاكتساب خبرات عملية، أهمها تدريبي التطوعي في إذاعة الجامعة الأردنية، إذ شاركت مباشرة على الهواء ضمن برنامج "زوايا مضيئة"، وكانت فقرتي نافذة أطلّ منها على عالم الإعلام، حيث تعلمت أصول الإلقاء والإعداد وفن التواصل مع الجمهور.
وفي الفصل الصيفي، التحقت بدورة تدريبية في عمادة شؤون الطلبة حول صناعة البودكاست، فازدادت معرفتي التقنية، وتعمقت مهارتي في الإنتاج الصوتي وصياغة المحتوى الإعلامي الحديث. كما كان للدكتور عبدالله عنبر، أستاذ مادة العربية والإعلام، دورٌ كبير في دعمي وتشجيعي على تمثيل الكلية في مناسبات متعددة، بإلقائي لكلمات ترحيبية وعرفية أمام الحضور في ورش عمل وندوات رسمية بحضور عميد الكلية وأساتذتها الكرام.
كتبتُ في كل زاوية من الجامعة قصة كفاح ونجاح، وخرجتُ منها بمعدل جيد جدًا مرتفع (3.52)، حاملةً بين جوانحي روحًا لا ترضى بالقليل، وطموحًا يسعى لأن يكون حالة استثنائية يُشار إليها بالبنان في عالم الإعلام.
غرست الجامعة الأردنية في نفسي بذور الريادة، وأهدتني الثقة والمعرفة والقدرة على صنع الفرق، فصارت شخصيتي أكثر نضجًا واستقلالية، وتجلّت موهبتي في الإعلام وسط دعم عائلتي الكريمة: أمي التي هي نور عيني، وأبي الذي هو نبض قلبي، وإخوتي وكل من علمني حرفًا وساهم في بناء هذا الحلم.
هذه ليست نهاية الطريق، بدايةٌ مشرقة لطموح يتطلع إلى صناعة الأثر. هدفي أن أكون إعلامية ذات رسالة، تحاكي الواقع بصوت الحق، وتحمل مشعل التغيير في زمن يتعطّش للوعي والحقيقة.
المصدر : اللجنة الاجتماعية لكُلية الآداب
https://web.facebook.com/profile.php?id=61557662218426
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق