بقلم : الناشطة فاطمة ابو دلو
وكالة اردننا الاخباري - "لطالما كانوا يقولون عنّي إنّي مازلت طفلة.. لا يطول حزني ولا يطول فرحي.. أنسى بسرعة وأسامح ولا أحقد على أحد.. وكأنّ من يحمل هذه الصّفات يبقى محتفظا برتبة الملاك ولا يرتقي إلى رتبة الإنسان إلاّ بفقدان أحدها.. والآن فقط تأكّدت أنّي حصلت تقريبا على هذه المرتبة بدليل أنّي اكتشفت –وأنا بصدد كتابة مذكّراتي- أنّني لم أعد أنسى شيئا.. كلّه محفور بذاكرتي.. وأنّني لم أعد أؤمن كثيرا بقيمة التّسامح الممنوح بلا ضمانات وأنّ الحقد قيمة معترف بها في مجتمع البشر ، بل إنّنا إن لم نطبّقها على البعض صحّ علينا نعت الرّعونة لا البراءة.
بعد رحيل أمّي قالت لي صديقتي "عليكِ منذ اليوم تحمّل المسؤوليّة .. لم تعودي طفلة.."
لو لم ترحل أمّي لبقيت طفلة.. هذا ما كنتُ أفكّر فيه دوما.. ولكنّي فعلا لم أكبر.. مازلت مولعة بشراء الدّمى وبألعاب البلاي ستايشن وبمشاهدة الصّور المتحرّكة.. مازلت أحتفظ ببعض البراءة ولكنّني لم أعد ملاكا.. ومن رأى ما رأيته جدير بالإرتقاء إلى مرتبة الشّيطان.. وهي الرّتبة الأرفع في قانون هذا المجتمع الجهنّمي!"
#فاطمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق