البزايعه يكتب ... غزوة مؤتة الخالدة . - وكالة أردننا الاخبارية

الشريط الأخباري

Home Top Ad

Post Top Ad

Responsive Ads Here

السبت، 25 أكتوبر 2025

البزايعه يكتب ... غزوة مؤتة الخالدة .



 بقلم : محمد خليل البزايعه 


تمر هذه الايام ذكرى مرور غزوة مؤتة هجريا ! 


وكالة اردننا الاخباري - عمان - غزوة مؤتة وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة (أيلول/سبتمبر 629م)، وكانت أول مواجهة بين المسلمين والروم . ومؤتة قرية على مشارف الشام ، وهي التي تسمى اليوم : الكرك ، وكانت معان مسرحا تاريخيا هاما لمعركة مؤتة إذ منها انطلق الجيش الإسلامي لمواجهة الروم، وبقي اسمها مرتبطا بها في الذاكرة الإسلامية، وكانت معان بوابة الجهاد نحو بلاد الشام .


 بدأت بوادر الغزوة حين أرسل النبي صل الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي إلى ملك بصرى في بلاد الشام يحمل رسالة الإسلام، فاعترضه شرحبيل بن عمرو الغساني – أحد عمال الروم – وقتله، وكان قتل الرسل جريمة تخالف الأعراف، فجهز النبي صل الله عليه وسلم جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل ليرد العدوان، وجعل قائده زيد بن حارثة، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم جميعا .


 خرج الجيش من المدينة متجها إلى الشمال حتى وصل إلى معان في جنوب الأردن، وهي محطة مهمة على طريق القوافل إلى الشام، وهناك مكث الجيش يومين للتشاور بعدما بلغهم أن الروم قد جمعوا مئة ألف مقاتل من الروم ، وجمع شرحبيل بن عمرو مئة الف مقاتل آخر من القبائل الغسانية ( لخم وجذام والقين وبهراء ) . 


قال عبد الله بن رواحه : 


أقامت ليلتين على معان  

فــأعقب بعد فترتها جمــوم


 فشعر بعض المسلمين بالرهبة وقالوا نكتب إلى رسول الله صل الله عليه وسلم نخبره بعدد عدونا، لكن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه عارض هذا الرأي وخطب فيهم قائلا : ( يا قوم، والله إن التي تكرهون لَلَّتي خرجتم تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة، ولكن نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا فإنها لإحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة ) ، فشد ذلك من عزائمهم وتحركوا من معان نحو مؤتة. التقى الجيشان في مؤتة وكانت المعركة شديدة غير متكافئة، فقاتل زيد بن حارثة حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، حتى اذا الحمه القتال نزل عن فرسه فعقرها ثم انطلق يشتد في قتال الروم وهو يرتجز بابيات حماسية فقاتل حتى قطعت يداه وهو يحملها فضمها إلى صدره حتى استشهد، ثم تولى القيادة عبد الله بن رواحة ، واخذ هو ايضا يرتجز ابيات من الشعر فقاتل حتى لقي ربه شهيدا ، رضي الله عنهم جميعا ، ثم اتفق القوم على إمرة خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد استشهاد القادة الثلاثة، فأخذ اللواء وأظهر عبقرية عسكرية نادرة إذ غير مواقع الجيش ليلا ليوهم العدو بقدوم مدد جديد ، ثم انسحب بالجيش انسحابا منظما نحو المدينة دون خسائر كبيرة ، ولهذا لقب بسيف الله المسلول . 


كانت مؤتة أول اختبار حقيقي لقوة المسلمين أمام أعظم جيوش الأرض آنذاك، وأظهرت شجاعة الصحابة وثباتهم رغم قلة عددهم، انتهت الغزوة باستشهاد القادة الثلاثة ونحو اثني عشر من المسلمين، لكنها كانت بداية اللقاء الدامي مع الرومان ، وتمهيدا لفتوحات الشام الكبرى التي قادها خالد بن الوليد وأبو عبيدة بعد عامين .


المراجع والمصادر : 


* فقه السيرة النبوية ، الدكتور محمد سعيد البوطي 

* المختصر في السيرة النبوية دروس وعبر ، الدكتور ماجد ابو رخيه و الدكتور راجح الكردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

Responsive Ads Here