بقلم : الناشطة فاطمة ابو دلو
وكالة اردننا الاخباري - عمان - في كل يوم ننستيقظ على نفس المشهد: مواقع وصفحات تحوّلت لأبواق للتحريض والكراهية، وكأنها مش إعلام بل أدوات موجهة. بدلا من التركّيز على هموم الناس الحقيقية—البطالة، الفقر، الفساد، وانعدام الخدمات—تلجأ لأسهل وسيلة لصرف الانتباه: اختلاق روايات ضد الحيوانات الضالة.
اصبحوا يتعاملوا مع الكلاب وكأنها العدو الأول للبلد، وكأنها سبب كل مشكلاتنا.
ينشروا الخوف… يضخّوا الكراهية… ويبرروا الإبادة.
وبين كل هذا، تُقتل مخلوقات ضعيفة لا حول لها ولا قوة، بينما يقف البعض يصفّق ويرقص فرحًا بسفك الدماء، متخلّين عن أبسط معاني الرحمة.
أي بشر هؤلاء؟
كيف يستطيع إنسان أن يفرح بمشهد مؤذٍ؟
إن كانت دماء مخلوق ضعيف تُثلج صدورهم، فليودّعوا آدميّتهم، ولينضمّوا إلى قطيع الشياطين.
الأسوأ من القتل نفسه هو أن يخرج من يسمّي هذا الفعل “بطولة” و“رجولة”.
أي رجولة في قتل الضعيف؟
هذا ليس إلّا جبنًا متغطيًا بثياب القوة.
نحن لا نخاف من الكلاب… نحن نخاف من هؤلاء الذين فقدوا إنسانيتهم.
نخاف أن نعيش بين قوم يرون في الألم مشهدًا للفرح، وفي الإبادة حلًا، وفي الكراهية سياسة.
الإعلام الحقيقي لا يحرض…
لا يشمّر عن سواعده لقتل الضعفاء…
ولا يخدم أجندة تصنع عدوًا وهميًا.
نحتاج إعلامًا مسؤولًا، حرًا، ينحاز للحقيقة، لا للتوجيهات.
إعلامًا يحترم العقل، ويبحث قبل أن يتهم، ويُظهر الواقع بدل أن يختلقه.
#ارحموا_الحيوانات
#إعلام_حر
#الأردن
#فاطمة ابودلو

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق